دور المدرسة في الوقاية من الاضطرابات النفسية @@@@@@@@@

المدرسة مؤسسة علمية وتربوية واجتماعية واصلاحية هادفة ولا يمكن تصورها كمكان لحشد اذهان الطلاب بالحقائق والمعلومات وحسب وانما لابد من اعدادهم للحياة السويةوالمواطنة الصالحة.

وهي بحكم ما يتوفر فيها من الامكانات البشرية والخبرات تستطيع أن تقوم برسالتها على اطيب وجه واكملها اذا ما دعمها المجتمع ماديا وبشريا وعلميا
والمفروض في المدرسة ان تكون مجتمعا متكاملا يمثل حياة المجتمع خارجها
ولذلك يتوقع المجتمع من مدرسته ان تسهم في حل مشاكل اللاب وتحريرهم مما يكبل طاقاتهم ويحجبهم عن التحصيل والانجاز والتفوق وما يحميهم من غائلة الفشل الرسوب والفصل او الطرد من المدرسة.

بل ان المدرسة ينبغي ان تكون مركزا للاشعاع الفكري والعلمي والثقافي في البيئة المحلية التي توجد فيها وان تكون واحدة من الادوات التي تسهم في رقي المجتمع ذلك لان لها رسلا تبعث بهم في كل بيت وفي كل مؤسسة هم تلاميذها وخريجوها وهم الذين يحملون مشعل التنوير والتثقيف والتقدم ولا بد إذن من تحريرهم مما قد يواجههم من الازمات والمدرسة لقادرة على حمل هذه الرسالة الانسانية.

لا شك ان المدرسة والمنطقة التي تقع فيها وما تحتويه من قاعات للدرس تتظم انظمة اجتماعية اكثر تعقيدا من الاسرة كمنظمة اجتماعية وتتظمن هذه المنظمات كثيرا من الصعوبات التي تواجه الاطفال ومع ذلك فهناك بعض مشاكل السلوك الت يسهل معالجتها في المدرسة عنها في المنزل.

ويمكن ان تتعاون المدرسة مع المنزل بان ترسل له احد الاخصائيين لديها لبحث مشاكل الطفل وتعديله ولكن الصعوبة تكن في ان كثيرا من الاسر لاتعترف بوجود مشاكل بين اعضائها من منطلق الشعور بالحياء والخجل او العار وهو شعور ليس له مايبرره في الواقع لان اخفاء المشكلة لايؤدي بها الى الحل ولكن لابد من الشجاعة الادبية في موجهتها مواجهة علمية وموضوعية وعلى ايدي رجال الاختصاص ذلك لان عدم علاجها واخفائها قد يؤديان الى تفاقم المشكلة وتضخمها.

بل ان الاباء الذين يعترفون بن هناك بعض المشكلات التي يعاني منا ابنائهم لايرغبون في دعوة اخصائي المرسة لعلاجها في المنزل احساسا بالخوف من انتهاك خصوصية الاسرة واسرارها .

وفي بيئتنا العربية قد تخاف الاسرة من اشاعة وجود اضطرابات نفسية بين اعضائها خشية ان يؤثر ذلك على فرص زواج البنات داخل الاسرة.

ويستطيع المدرسون والاخصائي في المدرسة ان يلاحظوا وجود مشكلات طويلة المدى ي الاسرة لم يلتفت اليها إلا بعد بلوغ الطفل سن الدراسة وحتى بعد ان تكتشف المدرسة معاناة الطفل من مشكلة ما فإنه يصعب عليها علاجها نظرا لعدم تعاون المنزل مع المدرسة في هذا الصدد او ان تصطدم المدرسة بواقع المنزل الذي يصعب تعديله كما هو الحال في الشجار بين الاباء والامهات المستمر والمتواصل ذلك الوضع الذي يجعل من المنزل مكانا غير مستقر او في حالة كون الاباء غير ناضجين او لايشعرون بالمسؤلية في مثل هذه الحالات يصعب على المدرسة ممارسة العلاج بل ان ما تبنيه المدرسة يهدمه البيت وظل اطفل واعاحت المؤثرات السلبية الصادرة من بيئته المنزلة لابد إذن من التعاون وتكافل الجهود وتضافرها بين امدرسة والمنزل لاسعاد الطفل.

وعلى الرغم من وجود هذه المعوقات الا ان المشروعات البحثية التي استهدفت الاكتشاف المبكر للمشكلات حاولت اكتشاف الاطفال الذين يحتمل ن يواجهوا صعوبات فيما يتعلق بالتكيف في المستقبل.

هل يمكن التنبؤ بسلوك الطفل؟

العلم عموما يضع من بين اهدافه التنبؤ بحدوث الظاهرة ويتوقف التنبؤ بسلوك الفرد ونموه على امور عديدة من أهمها:

الوراثة التي تنتقل الى الطفل ن والديه واجداده واسلافه وسلالتهوالكوين العضوي او الجسمي للطفل وكذلك وظائف بعض اعضائه الداخلية وخاصة الغدد الصماءة والغذاء الذي يعتمد عليه الطفل في نموه وبناء خلاياه التالفة وتكوين خلايا اخرى جديدة؟ وكذلك البيئة الاجتماعية والثقافية التي تهين على الطفل ويلاحظ ان كل هذه العوامل في حالة تفاعل مستمر مع بعضها البعض وتآزر لبناء حياة الفرد.

ولا شك ان الملاحظات المبكرة لطفل او كذلك توفر المعلومات او البيانات او الحقائق عن الطفل امام اخصائي المدرسة اي توفر المعلومات المستمدة من ملاحظات المدرسين ودرجات الطفل في التحصيل وعلى الاختبارات هذه المعلومات من الممكن ان تساعد في التنبؤ بالاسباب السيكولوجية.

وتشير العلة او السببية او العوامل المسببة للظاهرة لافتراض الارتباط او العلاقة بين احداث او ظواهر حيث تكون العلاقه من ذلك النوع الذي يؤدي فيه حدوث احداها او حضوره الى حدوث او حضور الاخر.

ومعروف في علم النفس ان التنبؤ الوحيد الممكن هو التنبؤ قصير المدى كأن نقيس ذكاء طفل ما في بداية السنة عند التحاقة بالمدرسة فنتنبأ بنجاحه او رسوبه في هذا العام فقط ولا يمكن ان نتنبأ بمستقبله في الاربعينات او الخمسينات من عمره.

وإن كان هناك بعض العلماء الذين يتفائلون ويقولون انه سيأتي اليوم الذي نكتب فيه تاريخ الطفل يوم ولادته وبطبيعة الحال مثل هذا الطموح العلمي يحتاج الى تقدم كبير في عالم القياس واجهزته وادواته ودقتها.

كذلك فان المعلومات المستمدة من زملاء الطفل واصدقائه وجيرانه تساعد في فهم مستقبل حياته.

ويمكن مساعدة الاطفال قبل ان تشتد مشكلاتهم وتصبح في حاجة الى الرعاية الاكليعفواية المتعمقة ويمكن ان يقوم موظفو المدرسة تحت الاشراف العلمي للمختصين بمساعدة الاطفال سئ التكيف ويخضع الطفل في هذه الحالة لعلاقة الوجه للوجه وقد تبين ان مثل هذه البرامج ساعدت في تنمية المهارات الاجتماعية والعلمية او الاكاديمية والتكيف العام ومن ذلك خضوع المعلمين لتدريب فني مهني خاص لمساعدة مثل هؤ لاء الاطفال وكذلك تدريب الاباء لتنمية مهاراته في تربية الطفل وكذلك البرامج التي تتضمن نشاط الطفل داخل المدرسة وخارجها وبعد التخرج من المدرسة لمتابعة الطفل في سني حياته.

والحقيقة ان التربية الحديثة لم تعد قاصرة على تلقين الاطفال مجموعة من الحقائق والمعلومات العلمية وانما هي اعداد للحياة السعيدة المتكيفة وتتسم التربية الحديثة بكثير من السمات منها تهيئة البيئة المناسبة والوسط الصالح وتعتمد على نشاط التلميذ واثارة المشكلات امامه كلها وتحديد الاهداف وتشجعه وتقوده في محاولاته اللازمة لتحقيق هذه الاهداف التي امامه فهي تقف من التلميذ موقف المرشد والمذب والموجه وتسعفه عند الحاجة والمدرسة او التربية الحديثة ترمي الى ان تكون صورة من المجتمع الذي يعيش فيه الطفل فتتيح له كل الفرص ليعلِم نفسه ويعمل ويجرب كما لو كان خارج المدرسة.

ومن مميزات التربية الحديثة كذلك الاهتمام بالطفل ونموه الجسمي والعقلي والوجداني والاجتماعي واحترام شخصية الطفل وحريته وتعليمه عن طريق اللعب والتجربة ولممارسة والخبرة الشخصية ولا يغفل خلق جو اجتماعي صالح لنمو الطفل وتكامل شخصيته والتقريب الدائم بين الاسرة والمدرسة وتعاونهما في تربية الطفل.

ولا شك ان المدرسة تواجه كثير من مشكلات الطفولة التي تعترض مسار النمو الجسمي والعقلي والنفسي والخلقي والروحي والاجتماعي السوي.

ومع كل محاولات المدرسة اسعاد ابنائها وتحقيق تكيفهم العلمي والنفسي والاجتماعي إلا ان هناك بعض التلاميذ الذين لايستطيعون التكيف مع الحياة المدرسية ويتركونها قبل او بعد سن الالزام ويطلق على هذه الظاهرة اصطلاح التسرب.

مشكلة التسرب والبطالة:

الحقيقة ان مشكلة التسرب ليست مشكلة تربوية وحسب وانما هي في الحقيقة مشكلة اجتماعية واقتصادية ونفسية عندما يكون هناك رخاء اقتصادي فان خروج اعداد من التلاميذ من المدرسة البحث عن عمل لا يشكل مشكلة لانهم سرعان ما يجدون الاعمال التي تستوعبهم ومن ثم لا يعانون ولايعاني المجتمع من مشكلة البطالة تلك الحالة او المشكلة التي يكون فيها الشخص قادرا على العمل وراغبا فيه وباحثا عنه ولكنه لا يجده.

وبذلك لا تنتج خسائر اقتصادية كبيرة عن ظاهرة ترك المدرسة او الفشل الدراسي اما عندما تتكثف المنافسة في سوق العالة فان الاشخاص قليلي التعليم وعديمي المهارات يعانون اكثر من غيرهم.

كيف يمكن التصدي لوقاية آثار البطالة والتسرب؟

اجريت بعض الدراسات التي اجريت في هذا المضمار في واحدة من المدارس الثانوية الامريكية التي عرفت بارتفاع نسبة التسرب بين تلاميذها وكذلك ارتفاع نسب جنوح الاحداث عرفت بانخفاض نسبة من يتخرجون منها ويذهبون الى الجامعة.

واجري البحث داخل قاعة الدرس كما لوكان درسا عاديا ومنتظما وتم استخدام النماذج لاستعراض وتمثيل واضهار المهارات المعرفية والاجتماعية وكان يتبع ذلك اعادة او تكرار للسلوك النموذجي وكان التلاميذ يشاهدون السوابق المعرفية للسلوك الفعال .

على سبيل المثال الاختيار بين نوعين من السلوك او التصرف والسلوك او الاستجابة الظاهرة المؤثرة مثال ذلك كيف يسأل معلمه سؤالا ما.

وكان البرنامج يتضمن التوكيد على الروابط او الصلات بين الفكر والسلوك او العمل او التصرف وبعد حوالي عام من انتهاء هذا البرنامج اصبح التلاميذ افضل في الموظبة في المدرسة وقلت نسبة من يحالون الى المرشد المدرسي او الى الاخصائي النفسي واصبحوا مقبولين اكثر عن اولئك التلاميذ الذين لم يشاركوا في هذا البرنامج الاصلاحي.

» التعريف بانفلونزاء الخنازيروطرق الوقاية منها
» افحص صحتك النفسية بنفسك
» الرسم يكشف مشكلات طفلك النفسية