رغم أنه مازال الوقت مبكرا خاصة بالنسبة للانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشعب إلا أن الاستعدادات لهذه الانتخابات بدأت في كل الأحزاب بلا استثناء. |
|
|
|
|
الأحزاب
الأربعة الكبري المعارضة( الوفد, التجمع, الناصري, والجبهة
الديمقراطية) عقدت اجتماعا موسعا في الأسبوع الماضي وأطلقت عليه اسم
أحزاب الائتلاف الديمقراطي لإعلان موقفها من القضايا المثارة علي الساحة
السياسية, خاصة ما يتعلق بالحريات العامة, والتوازن بين سلطات
الدولة, وتوفير الضمانات اللازمة للتداول السلمي للسلطة بما يجنب الوطن
عواقب التغيير غير الآمن.
أيضا الأحزاب الأخري الصغيرة بدأت التحرك والتنسيق استعدادا لخوض
الانتخابات المقبلة سواء أكانت تخص الشوري أم الشعب وأيضا الانتخابات
الرئاسية.
قضية الأسبوع تفرد صفحاتها لمناقشة كل الآراء دون خطوط حمراء من أجل مستقبل أفضل لمصر.
تعالوا نقرأ التحقيقات التالية ونقترب مما يحدث في الساحة الحزبية والسياسية وأيضا في الكواليس الخلفية:
الانتخابات التكميلية لمجلس الشوري التي ستعقد خلال أسابيع قليلة يعتبرها
حزبا الوفد والجبهة الديمقراطية الترمومتر الذي يقيس حرارة الانتخابات
البرلمانية والرئاسية القادمة, وفي ضوء نتائج الشوري سيحدد الحزبان
موقفهما وخطواتهما القادمة, فالوفد سيتقدم بعشرة مرشحين والجبهة
بثمانية.
يوضح الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن عمر الحزب
الذي لم يتجاوز ثلاثة أعوام يجعلنا غير قادرين علي أن نقدم مرشحين في كل
الدوائر الانتخابية, وإنما سوف نسعي إلي تقديم عدد مقبول من المرشحين
يتناسب مع إمكانياتنا في هذه المرحلة. ونأمل أن نخوض انتخابات مجلس
الشعب المقبلة وقد تقدم لنا حتي الآن30 مرشحا بأوراقهم لخوضها ومن
السابق لأوانه أن نعلن الآن الرقم النهائي, وحدد الغزالي اعتراضه علي
المادة(76) من الدستور, مشيرا إلي أنه استقال من الحزب الوطني بسببها
ـ وهي التي جعلته يشارك في تكوين حزب الجبهة الديمقراطية ويري أن هذه
المادة كان يصيبها العوار السياسي, ولا تتيح حق الترشيح للمصريين
المؤهلين لترشيح أنفسهم لانتخابات الرئاسة. ويطالب رئيس حزب الجبهة
الديمقراطية بضرورة أن تكون انتخابات رئاسة الجمهورية مفتوحة لجميع عناصر
الشعب المصري القادرة علي المنافسة شريطة أن تكون هذه المنافسة, متكافئة
يستطيع من خلالها المواطن بالفعل أن يختار أفضل المرشحين, مشيرا إلي أن
ذلك هو جوهر الضغوط الخاصة بتغيير المادة76.
لم نفكر في الرئاسة
وفيما يتعلق باستعدادات حزب الجبهة الديمقراطية لانتخابات رئاسة الجمهورية
المقبلة. قال الغزالي: لم نفكر في هذا الموضوع لأنه سابق لأوانه ونعلم
تماما أن المسألة ليست الترشيح لرئاسة الجمهورية بل الظروف السياسية التي
يتم فيها هذا الترشيح وشروطه, علي اعتبار أن هذه لحظة فارقة في تاريخ
التطور السياسي المصري. نحن نريد أن تتاح للشعب المصري فرصة جادة
وحقيقية للاختبار الديمقراطي من بين مرشحين متعددين, وإذا حدث بالفعل
وتوافرت الشروط الدستورية والقانونية والسياسية الملائمة لمنافسة سياسية
حرة, أتصور أن يتنافس علي مقعد الرئاسة ما يقرب من200 مرشح علي
الأقل, المهم في هذه القضية أن تشعر الناس والنخبة أن هناك مناخا
ديمقراطيا حقيقيا.
القادم أفضل
وأكد الدكتور الغزالي أن مصر تعيش حاليا حالة من الحراك السياسي
المتزايد, مشيرا بعد أن كان الشعب المصري يعيش في حالة من الهدوء لفترة
طويلة, ولكن في السنوات الخمس الأخيرة بدأ هذا الوضع يتغير, فظهرت
أحزاب سياسية جديدة. وحركات اجتماعية ودخل الحياة السياسية أفراد جدد
وتطور المجتمع المدني ووجدت لأول مرة جمعيات حقوق الإنسان, وبالتالي
فنحن أمام ظروف جديدة وإذا سارت الأمور بهذا المعدل سوف تكون المسائل
أفضل.. فقط علينا أن ندرك مغزي اللحظة الراهنة في التطور السياسي
المصري, لأننا في مرحلة انتقالية فرضتها الظروف.. يجب علينا جميعا أن
نمتلك الشجاعة لكي نتدارس معا ما الذي يمكن عمله في المستقبل وهو ما يعني
الانتقال الي مرحلة اخري آمنة.
10 مرشحين للوفد
وقال محمود أباظة رئيس حزب الوفد: سنخوض الانتخابات التكميلية لمجلس
الشوري المقبلة بـ10 مرشحين في مختلف الدوائر, وفيما يتعلق بانتخابات
مجلس الشعب سنتخذ قرار خوضها بعد نتيجة انتخابات مجلس الشوري, مشيرا إلي
أنه أعطي توجيهاته لجميع اللجان الفرعية للوفد بالبدء في قبول أوراق
المرشحين لمجلس الشعب, تمهيدا لتجميعها وإرسالها بعد دراستها إلي اللجنة
العليا للحزب لتطرحها بدورها علي اللجان العامة لإقرارها, ثم الإعلان عن
قوائم المرشحين للحزب خلال الانتخابات المقبلة.
الشوري أولا
وفيما يتعلق بمرشح الوفد لرئاسة الجمهورية أكد أباظة أن الحديث عن مرشح
الوفد لرئاسة الجمهورية سابق لأوانه, مشيرا إلي أن الذي سيحدد ذلك هو
نتيجة انتخابات مجلس الشوري المقبلة, لأنها ستوضح لنا اتجاهات المعركة
الانتخابية والمرشحين وكذلك حقيقة الأرضية السياسية التي ستجري عليها هذه
الانتخابات, كما أنه لا يجوز لنا كأحزاب أن نتقدم بمرشح لرئاسة
الجمهورية قبل أن يكون لنا عضو واحد علي الأقل في المجالس التشريعية طبقا
للمادة76 من الدستور وهو ما نسعي إليه ولا نعرف نتيجته إلا بعد إعلان
نتيجة انتخابات مجلس الشوري المقبلة.
الحياة السياسية تتطور
وأكد أباظة أن المجتمع المصري تغير خلال الـ30 عاما الماضية بعمق
وبسرعة, مستشهدا بحالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر حاليا وهي نتاج
لهذا التغيير ولكنه لم يتبلور المجري الرئيسي له ـ وهو تطور طبيعي للحياة
السياسية في مصر وهذه مرحلة سوف تستغرق وقتها حتي تخط لها خطا واضحا في
الحياة السياسية وهذا ليس معناه أن الكل سيكون في مجري سياسي واحد وإنما
سيكون هناك من هو داخل المجري ومن هو خارجه لأنه لا يوجد إجماع وطني,
وإنما هناك توافق وطني نسعي أن يضم أكبر عدد ممكن حول قضايا محددة واضحة
المعالم وعلينا جميعا أن نبذل كل الجهد لتوسعة هذا التوافق, ولكي نحقق
ذلك لابد أن يوجد تيار شعبي لديه رؤية واضحة ومتجمع في مجري رئيسي واحد
فإذا وجد هذا التيار سيتم التغيير السياسي بأسرع مما نتوقع وإذا لم يوجد
فسنظل في مرحلة التحول.