أثر الأســرة في سلوك الأبنـاء...-------------------

[size=21]في غرفة الصف يظهر تباين سلوك الأطفال .. من مشاكس . يريد لفت الأنتباه اليه .. الى مدلل يسير على هواه لا يأبه

بمن يرشده او ينصحه ... يضع المعلم مسؤولية هذا التباين على عاتق الأسرة ..بينما يد افع الأباء عن انفسهم بأنهم

يرسلون ابناءهم الى المدرسة .. لتحدث فيهم تغييرا مرغوبا في سلوكاتهم وتفكيرهم .. وهذه حقيقة ناصعة .. ولكن

ما هو دور العوامل الأسرية في توجيه سلوك الطفل او تعديلة .... ؟؟

في العديد من الدراسات في هذا المجال اثبتت ان الأسرة هي المؤثر الرئيسي في سلوك الطفل ... فهو يتأثر بكل

الممارسات التي تجري حوله . وبما تقع عيناه عليه .. او تسمعه اذناه ..ولعل من ابرز العوامل التي تعمل على تشكيل

شخصية الطفل وتوجيه سلوكه كما يراها (gander) :

1) المســــــــــكن :

يلعب المكان الذي يقيم فيه الطفل دورا مهما في توجيه سلوكه .. الأطفال الذين يقيمون في شقة صغيرة او حي

مكتظ بالعمارات والسكان .. ولا يجدون حولها ملاعب او حدائق يلهون بها .. يتركهم محرومين من اشباع كثير من

حاجاتهم الضرورية لتحقيق نموهم المتوازن .. وقد يتسربون الى الشوارع ليلهوا في ظروف خطيرة وعلى العكس نجد

الأطفال الذين تربوا في الأرياف حيث العائلة المتحابة التي يجد فيها الأطفال قدوتهم وحيث الأماكن الفسيحة التي

ينطلقون فيها بحرية ويشبعون فيها حاجاتهم الى الأنتماء والقبول والتقدير والمحبة .. ولا يجدون مجالا للأختلاط بأطفال

الشوارع كما هو الحال في المدن والأحياء المزدحمة ..

2) حجـــــم الأســـــــــرة :

ان حجم الأسرة التي تضم عددا محدودا من الأفراد وتعيش في حي مكتظ او شقة في عمارة .. ولا يوجد لأطفالها

متنفس يفرّغون فيه طاقاتهم يختلفون بالتاكيد عن اطفال أسرة تعيش في بيت واسع وحولهم ابناء عمومتهم ..كما ان

كثرة الأطفال تثقل كاهل الأسرة ذات الدخل المحدود اذ يصعب عليها تدبير مورد عيش كريم ناهيك عن توفير التعليم

المناسب لميولهم وقدراتهم فهي تعجز عن اشباع رغباتهم وحاجاتهم الأساسيه ... وله بالغ الأثر في تكوين اتجاهات

الأبناء وسلوكاتهم وتطلعاتهم ...

3)عمل الوالديـــــــــــــن :

ان الطفل الذي يعيش مع والدين عاملين او احدهما لا يجد من يانس اليه .. الا الخادمة او الأقران في الشارع .. فيقل

تأثر الوالدين في الطفل ..ويحل محله تأثير الأخرين من ذوي الثقافات المحدودة والفكر التربوي الضحل .. والقدوة التي

تكون في كثير من الأحيان غير محمودة .. ان من المؤكد ان لوجود الوالدين حول الطفل دورا مهما في اشباع حاجاته

النفسية والجسمية .. وابتعاد احدهما عنه باي صفة (كالموت او العمل او الطلاق ) لفترة طويلة يؤثر سلبا على

سلوكه .. فقد ينشأ وهو يعاني من اضطرابات انفعالية .. وقد بينت دراسة اجريت عن اثر غياب الوالدين على الأطفال

(mussen) ان نسبة الجنوح عالية بين الأطفال الذكور الذين فقدوا آباءهم بالموت او الطلاق او الأنفصال .. وعاشوا مع

امهاتهم .. بينما كانت النسبة ضمن المعدل بالنسبة للأولاد الذكور الذين فقدوا امهاتهم وعاشوا مع ابائهم.. وان نسبة

الجنوح عالية بين البنات اللواتي فقدن امهاتهن وتربين مع ابائهن بدرجة كبيرة مما كانت عليه عند البنات اللواتي فقدن

آبائهن وعشن مع امهاتهن .. وافادت الدراسة الأخرى التي اجريت على توجهات الأطفال الذين انفصل عنهم آباءهم

بالطلاق (gander) ان الاطفال الذين انفصل عنهم اباءهم يتصفون بانهم اتكاليين وغير مستقلين .. واقل طاعة

وانضباطا .. وأقل عاطفة ومحبة .. ويعانون من ضعف في التحصيل لدراسي ...

4) ثقافة الوالديــــــــــــــن :

من المؤكد ان لثقافة الوالدين ومستواهم التعليمي اثر هام في تنشئة الأطفال فالوالدين المثقفين يتمتعان بقد كاف

من الوعي بمتطلبات النمو النفسي والجسدي لأطفالهم .. وما يمرون به من التغيرات الفسيولوجية .. فيعملان على

اشباع حاجاتهم الأساسية بمنهجية علمية واعية .. ويحرصان على تقويم نمو الطفل وسلوكه بالملآحظة والتوجيه ..

ولثقافة الوالدين تأثيرا ايجابيا او سلبيا حتى .. الجينات الوراثية تتأثر بالمستوى التعليمي للوالدين .. أضف لذلك انهما

القدوة في القول والعمل .. فيقلدونهما ويقتبسون منهم قاموسهم اللغوي والسلوكي .. وكلما ارتفع مستوى الأباء

الثقافي كان تأثيرهم أكثر ايجابية في سلوك اطفالهم ..

5) المستوى الأقتصادي :

فالأسرة الموسرة تستطيع ان توفر لأبنائها مختلف التقنيات التربوية كالكتب والأجهزة والالعاب الهادفة التي تنمي قدرة

الطفل على التفكير .. ويصّرفون من خلالها طاقاتهم بما يعود عليهم بالنفع .. فيعينهم على التنشئة السليمة .. اضافة

الى قدرة الأهل على توفير المسكن الملائم والتغذية الصحية التي تعمل على النمو المتوازن مع ملاحظة ان الثراء

يمكن ان يكون عامل افساد اذا لم يوظف بوعي وقد يكون في اكثر الأحيان وبالا على الأطفال اذا لم يستثمر استثمارا

محسوبا بدقة .. في حين ينشا الطفل في الأسرة الفقيرة تنشئة غير متوازنة لضيق ذات اليد والحرمان الذي يعيشه

اولئك الأطفال ..

6) العلاقة بين الزوجيــــــــــــــن ( الوالدين ):

يساعد الوفاق والتفاهم بين الزوجين على تنشئة الطفل تنشئة آمنة متزنة في حين ان النزاعات تجعله تائها قلقا

خائفا .. فاذا تكررت المشجارات أمام عينيه او على مسمع منه فان ذلك يؤدي الى اصابته بالأحباط ويتولد لديه عاطفة

من الغضب ممزوجة بالغيظ والحقد .. فيميل الى افراغها عبر ممارسات عدوانية مثل الضرب والشتم والتحطيم

والمشاكسة .. وقد يحطم الأشياء من حوله .. ويعمل الوفاق بين الوالدين على تحقيق التوازن النفسي للطفل فقد

اشارت دراسة حول تأثير الأحترام المتبادل بين الزوجين الى ان ديقراطية البيت تخرّج اطفالا نشيطين غير هيابين ..

مخططين .. محبين للأستطلاع وقياديين .. اما الأطفال الذين ينشأون في بيوت متسلطة فيكونون هادئين غير \

هجوميين محدودي الفضول قليلي الأصالة .. وضعاف الخيال .. يبدو عليهم ملامح الخنوع والخضو ع

7) القســــــــــــوة المفرطــــة والحوافــــــز :

ان ميل افراد الأسرة الى العنف يولد لدى الأطفال سلوكا عدوانيا يتمثل في

.... تمرد الطفل على اوامر الكبار .. وعدم تقبل النصح منهم ..

.... فظاظة الطبع وخشونة التعامل مع الآخرين ..

.... الأعتداء على الأطفال الآخرين ..

... الميل لممارسة أفعال غير حميدة مثل السرقة والكذب ..

وينصح الوالدان في هذا المجال بالأستعاظة عن العنف في تقويم الأطفال بالمكآفآت .. فالحوافز المادية والمعنوية

تشجع الأطفال على تبني السلوك المرغوب فيه طمعا في الحصول على المزيد من المكآفآت .. كما ان الطفل يسره

ان يسمع كلمة طيبة او يرى بسمة حانية تعبر عن الأعجاب بسلوكه .. او الحصول على مبلغ من المال يشتري به لعبة

يفضلها او غير ذلك .. كما ان مجرد التفكير بانه سيحرم من هذه الحوافز اذا أقدم على سلوك غير مرغوب كفيل ان

يردعه عن فعل ذلك السلوك او الأقدام عليه ..

هذه اهم العوامل التي تؤثر في تشكيل سلوك الطفل وقد نبه اليها الباحثون التربويون منذ عقود .. واستفادت منها

الأسر الواعية التي تدرك اهمية التربية السليمة في بناء وايجاد انسان المستقبل القادر عل مواجهة تحديات العصر ..

وبناء المستقبل الواعد لعل وعسى ان تكون هاديا لنا ومرشدا في تعاملنا مع اطفالنا ,,[/size]

» أثر الطلاق على سلوك الأطفال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟