أبناؤنا .... ومخاطر الإجازة !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
إخوتي الكرام .. رغبت في طرح موضوع يتكرر كل عام وبنهاية عام دراسي شاق تعب فيه الطالب ومن خلفه اسرة توفر له متطلباته الدراسية وكل ما يجعله متفرغ لدراسته ليعيشوا معه فرحة النجاح والرقي لمرحلة أخرى
ألا وهي الإجازة الصيفية ففي بدايتها تقوم بعض الأسر بإقامة حفلة مصغرة تكريما لإبنهم المتفوق والبعض يقوم بشراء هدية تناسب عمره كلعبة أو دراجة أو أجهزة كمبيوتر و ألعاب السوني غير الخطرة على أفكاره وسلوكياته !! وهذا يحدث مباشرة بعد ظهور النتائج وهو أمر رائع يحث عليه جميع التربويين لأهمية الحوافز التشجيعية في حث الإبن على مواصلة المسيرة وهي رسالة شكر وتقدير من الأهل للإبن بطريقة محببة تترك أثرا نفسياً رائعاً ... ولكن ماذا بعد ذلك ؟؟؟
أخطاء كثيرة تقع من الأسر بأن تترك للإبن حرية كاملة بقضاء وقته ومع من يشاء بلا حسيب ولا رقيب وحينما تقع الفاجعة تبدأ الندامة والحسرة على اعطاء الإبن ثقة لا تتناسب من عمره !!!
ونرى مشاهد عديدة للأسف ونحن في بداية الإجازة لا تسر في الشوارع والأسواق والمتنزهات والمطاعم والإستراحات !!! تتعجب من شباب أعمارهم لا تتجاوز الخامسة عشرة متراصين في سيارة صغيرة ويجوبون الطرق بسرعة جنونية وتلتفت فترى عليهم قصات شعر كأنك ترى بنات لا شباب ينشد منهم بأن يكون رجال المستقبل ؟؟؟ وتزداد عجبا أنك تراهم في أوقات متأخرة !!! والبعض تراه حول مطاعم الوجبات السريعة وهم يتبادلون الألفاظ الساقطة ويتضاحكون كأن كلماتهم لا تستحق الإهتمام من الآخرين !!! ومنهم من يجاهر بشرب الدخان !!! وعينة تراهم عند أماكن الحلاقة وقد سلم نفسه للأجنبي الذي يفرح لمثل تلك السلوكيات وهو يعمل له قصات جديدة وهي آخر ما نزل !!! أو هي قصة الفنان الفلاني والممثل الفلاني أو اللاعب الفلاني !!! والخطر الأكبر مقاهي الأنترنت وانعدام الرقابة من الجهات المسؤولة كالشرط والهيئات!!
وسعي حثيث بين المقاهي لجذب الزبائن باشعارهم بالحرية المطلقة وهي بحث عن مكاسب مادية على حساب الأخلاق والقيم التي زرعت في نفوس الشباب !! فمعظمها جهات هدم ؟؟؟
وفي الأسواق ترى عجبا أشكال تستغرب بأن هؤلاء الشباب قد تربى في كنف اسرة مسلمة ودرس مناهج اسلامية تنبذ مثل تلك السلوكيات !!! والبعض تراه مع شباب يفوقونه عمراً !!
ترى من المسؤول عن تلك المشاهد المؤلمة حقاً ... فنحن جميعاً نحب شبابنا ونريد لهم الهداية والصلاح وأن يكون أعضاءاً فاعلين يتلبسون الفضيلة وينبذون الرذيلة!!!
ونصيحتي لأولياء الأمور بأن يكونوا أكثر حرصا على أبنائهم فالوقت طويل عليهم يحتاجون لمساعدتهم على قضائه بما ينفعهم , فعليك يا ولي الأمر مسؤولية الإعتناء بالإبن فالمراكز الصيفية وفرتها الدولة وهي محاضن خير وبركة وتحفظ الإبن من المزالق ، مع أهمية شغل وقت فراغه بأن يعمل معك أو تلفه بعمل يحصل على أجر مقابل ما ينتجه !! ساعده على اختيار رفقة صالحة تحفظه .. تفرغ للأسرة بأن تنظم لهم رحلة تقضيها معهم وأشرك أبنائك بتنظيم وقت ومكان قضائها ... ألحقه ليتعلم مهارة معينة كالكراتية والتيكوندو والعاب الدفاع عن النفس وساعده على تعلم علوم جديدة كإلحاقه بدورات تعلم اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي ودورات بناء الذات وبناء الثقة وتنمية الشخصية ومهارات الإلقاء والتأثير بالآخرين ...
# ما ذكرته آنفاً غيض من فيض ولكني أردت أن أقرع جرس لا بد أن يقرع لكي ننتبه لأمر مهم يتعلق بالمحافظة على ثروة غالية وثمينة تحتاج لتظافر الجهود لتفعيلها بطرق صحيحة ...
اللهم يا أحد يا فرد يا صمد اسألك بأن تحفظ شبابنا من كل شر وتحفظ لهم دينهم وتبعد عنهم الشيطان وأعوانه وتجعلهم صالحين مصلحين , وأن تقر بهم عيون والديهم ومجتمعهم .. يا رب العالمين

» أبناؤنا واستقبال الضيوف $$$$$$